اكتشاف مادة قادرة على إطالة العمر
قالت دراسة علمية إن مادة طبيعية تدخل في العقاقير المستخدمة لمنع أجساد المرضى الذين يجرون عمليات زرع أعضاء من رفض العضو الجديد، نجحت في إطالة عمر فئران المختبرات بشكل لافت.
ولفتت الدراسة التي نشرتها مجلة "الطبيعة" أن ذكور الفئران التي تلقت مادة "رابامايسين" عاشت لفترة تتجاوز المعدل العادي لحياة نظرائها بتسعة في المائة، بينما بلغت النسبة لدى الإناث 13 في المائة.
وجرت الدراسة تحت إشراف معهد دراسات الشيخوخة في الولايات المتحدة، وذلك في ثلاثة مختبرات منفصلة وباستخدام ألفي فأرة ذات سمات جينية متشابهة، وقد جرى منح الفئران مادة "رابامايسين" بعد 600 يوم على ولادتها، أي ما يعادل 60 عاماً من حياة البشر.
وبالرغم من أن التجربة بدأت في فترة متأخرة من أعمار الفئران، إلا أنها نجحت في إطالة أعمار الذكور بمعدل 101 يوم، في حين زادت أعمار الإناث 151 يوماً، مقارنة بالفئران التي لم تتلق المادة، أي ما يعادل قرابة 13 عاما لدى البشر.
وقال راندي سترونغ، الطبيب المختص في مركز الصحة بجامعة تكساس، والذي ساعد في إعداد الدراسة، إن هذا الاختبار يظهر إمكانية تأخير الشيخوخة باستخدام العقاقير، وإن كانت الطريقة التي تعمل مادة "رابامايسين" من خلالها غير واضحة بعد، وفقاً لمجلة "تايم".
ويفترض العلماء أن للمادة تأثيراً معيناً على الاستجابات العصبية للجسم تجاه المغذيات الطبيعية، كما أنها تعزز القدرة على مواجهة التوتر.
ويشرح سترونغ قائلاً "نفترض أن المادة تخدع الخلايا عندما يفقد الإنسان وزنه بسبب الشيخوخة، حيث تعتقد أن الجسم ما يزال محافظاً على وزنه، فتعمد إلى مواصلة إنتاج البروتينات وتستخدمها بالطريقة الأمثل".
ويضيف أن منح الفئران "رابامايسين" لم يقلل فرص تعرضها للأمراض العادية، ولكنه اكتفى بتأخير عوارض الشيخوخة لديها.
ولكن استخدام المادة على الإنسان ما يزال دونه الكثير من العقبات، أبرزها تأثير "رابامايسين" على جهاز المناعة البشري، إذ ثبت أنه يضعف مقاومته للأمراض ويسهل تعرضه للالتهابات الطفيلية، كما يرفع من نسبة الدهون في الدم وقد يتسبب بأمراض القلب.